توج المنتخب الإسباني بكأس العالم 2010 لأول مرة في تاريخه بعد تغلبه على المنتخب الهولندي في النهائي الذي اُقيم اليوم على ملعب "سوكر سيتي" في حضور ما يزيد عن 90 ألف متفرج، لتخسر هولندا للمرة الثالثة في تاريخها كأس العالم في النهائي حيث خسرته أمام ألمانيا والأرجنتين عامي 1974 و1978 وها هي تخسره من جديد...
انتهت المباراة التي ادارها الحكم الإنجليزي هاورد ويب بفوز إسبانيا بهدف يتيم بعد مباراة ماراثونية على 4 أشواط، وجاء الهدف بتوقيع لاعب الوسط "إنيستا" قبل نهاية الوقت الإضافي بست دقائق فقط من تسديدة قوية بيمناه على يمين الحارس الهولندي "ستيكلنبيرج".، لينجح الأخطبوط "بولو" في توقعه من جديد حيث سبق وتوقع فوز إسبانيا على المانيا في الدور قبل النهائي. والعديد من التوقعات الناجحة.
خطورة إسبانية وحذر هولندي
سيطر الحذر على الأداء العام لكلا الفريقين، هولندا انكمشت للخلف، ولعب معظم لاعبي الوسط من المنطقة الخلفية حيث ساندوا الدفاع لامتصاص حماسة الإسبان الذي دخلوا المباراة بكامل قوتهم في محاولة لحسم النهائي مُبكراً لكنهم اصطدموا بتألق الحارس "ستيكلنبيرج" الذي تصدى لأخطر فرصة في الشوط الأول حين ضرب سيرجيو راموس كرة رأسية قوية على يمناه ليرتمي عليها بكامل قوته ويبعدها عن شباكه.
جاءت الفرصة الأولى لمدافع ريال مدريد في الدقيقة الخامسة عندما تلقى عرضية جميلة من ركلة حرة مباشرة جهة اليسار، وتغلب راموس في صراعه الهوائي على جوفاني فان بروكهورست لكنه لم يتغلب على ستيكلنبيرج.
إسبانيا التي لعبت بخطة 4-3-2-1 واصلت سيطرتها على الملعب بفضل إنيستا وتشافي هيرنانديز، وكان سيرجيو راموس دائم التقدم ليغلق المساحات أمام كُوَيت الذي لم يكن يؤدي دوره الدفاعي على أكمل وجه عندما تكون الكرة بحوذة الإسبان.
وكاد يأتي الهدف السادس لديفيد فيا في كأس العالم من تلك الجهة عندما تلقى عرضية من اليمين عندما مرر له "تشابي ألونسو" كرة على القائم البعيد لكنه وضع الكرة بتسرع في الشباك الخارجية لتمر الدقيقة 12 برداً وسلاماً على مرمى الطواحين الهولندية.
الهجمة الأولى للمنتخب الهولندي تأخرت حتى الدقيقة 18 وكانت كذلك من ركلة حرة لكن هذه المرة مباشرة انبرى لها لاعب الوسط "شنايدر" الذي سددها مباشرةً في المرمى لكن كاسياس احتضنها بسهولة.
هدأ اللعب على الصعيد الهجومي بعد هذه الكرة، وبدأ كل فريق يحاول التقاط أنفاسه لكن الأجواء توترت مع كثرة الإلتحامات بين فان بومل وتشافي، وفان بروهورست وديفيد فيا، وتشابي ألونسو ونايجل دي يونج، ما اضطر الحكم الإنجليزي "هاورد ويب" لإشهار البطاقة الصفراء (خمسة مرات) لكلاً من "بويول، راموس، فان بومل، نايجل دي يونج وروبن فان بيرسي".
محى المنتخب الهولندي العنف الذي اظهره نجوم الوسط في الشوط الأول بلقطة لا تنسى في تاريخ نهائيات كأس العالم تنم عن روح رياضية وعقلية راقية ففي الدقيقة 33 حصل روبن على ركلة ركنية بعد خروج الكرة بشكل خاطيء من كاسياس قام نجم بايرن ميونيخ بإعادة الكرة لكاسياس، في أجمل مشاهد الروح الرياضية ببطولة هذا العام.
قبل نهاية الشوط الأول أطلق آرين روبن تسديدة أرضية يسارية من على بُعد 25 ياردة أبعدها كاسياس لركنية وانتهى بعدها الشوط بالتعادل السلبي العادل.
فرص بالجملة
اهدر الفريقان العديد من الفرص السهلة في الشوط الثاني خاصةً المنتخب الهولندي الذي لاحت للاعب وسطه "روبن" إنفرادين بأتم معنى الكلمة لإنهاء المباراة لصالح فريقه لكنه تعامل برعونة أمام إيكر كاسياس.
شهدت بداية الشوط الثاني حالة تحكيمية مثيرة للجدل حين تغاضى الحكم الإنجليزي "ويب" على إحتساب ركلة جزاء لتشابي ألونسو عندما تعرض للدفع من الظهر داخل منطقة الجزاء بدفعة واضحة وضوح الشمس من فان بومل في الدقيقة 49.
دقيقتان وحصل روبن على فرصة عمره عندما مرر له "شنايدر" تمريرة أرضية سحرية في العمق الدفاعي ليهرب بها ليواجه "كاسياس" وجهاً بوجه، في البداية موه روبن بجسده قبل أن يسدد على اليمين قبل أن يُبعدها كاسياس بقدمه وهي في طريقها للشباك إلى ركنية، وفي الدقيقة 70 رد ديفيد فيا على روبن بهجمة أسهل أمام المرمى من على بُعد 8 ياردات فقط حين مُررت إليه عرضية من البديل نافاس بديل "ألونسو" تمر عرضية نجم إشبيلية من المدافع "هيتينجا" على خط الستة ياردات لتجد فيا الذي سدد بتسرع من لمسة واحدة رغم ان خيار تعديل الكرة كان مسموح مع وجود هيتينجا على الأرض لكن تسرعه أدى لوضع هيتينجا قدمه أمام الكرة وهي في طريقها للمرمى لتضيع فرصة هدف محقق أسهل ربما من فرصة آرين روبن.
وتبعت هذه الفرصة الأكيدة لإسبانيا فرصة أخرى عادية لخيسيوس نافاس في الدقيقة 71 من تسديدة قوية من على بُعد 25 ياردة ألتقطها الحارس ستيكلنبيرج.
عاد المدافع الهجومي "سيرجيو راموس" لمحاولة إحراز هدف السبق للإسبان بتحويله عرضية من ركنية تشافي هيرنانديز ذهبت فوق القائم في الدقيقة 77، وعلى مبدأ من يضيع يقبل كادت الشباك الإسبانية تستقبل هدفاً قاتل في الدقيقة 83 عندما إنفرد روبن من جديد بكاسياس لكن القديس تعامل بحكمة معه بإنقضاضه على الكرة بكل قوته لينقذ الموقف الحرج الذي اوقعه فيه قلبي الدفاع "بيكي وبويول"، وقبل نهاية المباراة تغاضى ويب على طرد فان بيرسي لمواصلته اللعب بعد إحتساب تسلل عليه، فكان على ويب إشهار البطاقة الصفراء الثانية ثم الطرد.
الحسم .. إنيستا يُعيد ذكريات الستامفورد بريدج
احتكم الفريقان بعد ذلك لوقت إضافي، وفي كلا الشوطين سيطرت إسبانيا على مجرياته بإنفراد من فابريجاس في الدقيقة الخامسة ثم نافاس وتبعه إنيستا، ووقعت هولندا في العديد من التسللات وكاد روبن يتعرض للبطاقة الصفراء الثانية لولا رحمة هاورد ويب قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني هذا قبل أن يضيع تشافي هيرنانديز هدف من ركلة حرة مباشرة.
وفي الدقيقة 25 من الوقت الإضافي اتخذ ويب قرار غريب بعدم احتساب ركلة ركنية لهولندا إثر لمس فابرجاس لتسديدة شنايدر من ركلة حرة مباشرة لترتد الكرة بهجمة مرتدة نموذجية بقيادة "توريس" الذي مرر لفابريجاس ومن نجم آرسنال لنجم برشلونة إنيستا داخل منطقة الجزاء ليسدد الرسام الكتالوني بيمناه على يمين الحارس في الدقيقة 27 لتستحق إسبانيا الفوز عن جدارة واستحقاق بعد سيطرة ميدانية وتغييرات تكتيكية ناجحة من المدرب ديل بوسكي الذي دفع بفابريجاس وتوريس ونافاس الذين نشطوا الثلث الهجومي للماتدور في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي.
هكذا نجحت إسبانيا في حسم كأس العالم لصالحها رغم البداية الصعبة بهزيمة مفاجئة أمام سويسرا بهدف فرنانديز، وأعاد إنيستا ذكرياته مع هدف التأهل على حساب تشيلسي في الدور قبل النهائي من دوري أبطال اوروبا موسم 2009/2008.